صفقة "رأس الحكمة" الإماراتية المصرية.. ما علاقة غزة؟

صفقة "رأس الحكمة" الإماراتية المصرية.. ما علاقة غزة؟

رغم التقارير التي نقلتها صحف ومجلات دولية والتي كشفت عن برود العلاقات بين القاهرة وأبوظبي لتقاطع مصالحهما الاقتصادية والسياسية في أكثر من ملف خصوصا فيما يتعلق بالسودان، أُعلن عن صفقة جديدة من شأنها أن تفك الحصار المالي المفروض على نظام السيسي، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل عن ثمن هذا الدعم السخي.

واضافة للمردوادات الاقتصادية والسياسية الكبيرة التي تناولتها "شؤون إماراتية" في تقارير سابقة  يبرز العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في قائمة المقابل الذي يمكن أن تحصل عليه الإمارات من وراء هذا الاتفاق.

ويقول مراقبون إن الإمارات تعمل على استئصال حركة المقاومة الإسلامية في غزة (حماس) ودعم جهود الاحتلال الإسرائيلي في حربه الأخيرة من خلال الاستمرار في تموينه عبر طريق بري جديد في ظل تواصل الاستهداف الحوثي للملاحة البحرية.

كما أن الإمارات تدعم مساعي المحتل في تهجير الفلسطينيين من غزة إلى منطقة عازلة في مصر.

وكشفت شبكة إخبارية إسرائيلية في وقت سابق، أن دولة الإمارات تساعد الولايات المتحدة الأمريكية في “الضغط على مصر” لقبول لاجئي غزة.

وذكرت شبكة “روتر نت”، أن الأمريكيين والإماراتيين يحاولون الضغط على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لقبول سكان قطاع غزة مقابل سلسلة من المزايا الاقتصادية والأمنية.

من جانبها، أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مصر تتعرض لضغوط مكثفة للسماح للاجئين في غزة بعبور الحدود في اتجاه شبه جزيرة سيناء، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر واستهداف المدنيين.

ويبدو أن الصفقة الإماراتية تتنزل في هذا الإطار خاصة أنها تتزامن مع تصريحات مسؤولي صندوق النقد الدولي بقرب تسيير القرض المصري والاتفاق على ترفيع قيمته.

وقال صندوق النقد الدولي الخميس، إن المحادثات مع مصر لتعزيز برنامج قرض من الصندوق تحرز تقدما ممتازا، وإن البلاد تحتاج إلى “حزمة دعم شاملة للغاية” للتعامل مع التحديات الاقتصادية، ومنها الضغوط التي تفرضها الحرب في غزة.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن خطة جديدة تدرسها تل أبيب لإقناع مصر باستقبال جميع سكان غزة وتوطينهم في أراضيها، مقابل شطب كل ديون مصر أمام البنك الدولي.

ووفق ما أوردته قناة العربية، فإن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، قالوا إنه إذا سمحت مصر بدخول بعض الفلسطينيين، فإن جزءا من زيادة المساعدات الإنسانية التي يقدمها الاتحاد إلى الفلسطينيين، يذهب إلى مصر، مشيرين إلى أنه قد يتم تقديم مساعدات إضافية.

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن الدعم الإماراتي لمصر يأتي ضمن مساعي أبوظبي إلى إقناع القاهرة بخططها لمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وتعمل الإمارات على مناقشة الوضع في غزة بعد الحرب وإمكانية تمكين حكومة موالية لها من حكم القطاع.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محمد دحلان مستشار رئيس دولة الإمارات تفاصيل الخطة التي قال إن القادة العرب يناقشونها سرا.

وحدد محمد دحلان، العريضة لخطة تقوم بموجبها “إسرائيل” وحماس بتسليم السلطة إلى ما وصفه بزعيم فلسطيني جديد ومستقل يمكنه إعادة بناء غزة تحت حماية قوة حفظ سلام عربية.

ورغم الشكيك الذي أحدثه هذه الصحف إلا أن الأمر المتفق عليه أن الاتفاق لن يظل قيد الكتمان لفترة طويلة وسيتم الكشف عنه بالتزامن مع الهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح التي تضم أكثر من مليون ونصف شخص، ويسعى الاحتلال الإسرائيلي لتهجيرهم الى عشرات الآف من الخيام التي بدأت السلطات المصرية ببناءها بحسب تقارير إعلامية مصرية. 
 

الكاتب