هل الإمارات متورطة في حرائق القاهرة للاستيلاء على عقارات القاهرة القديمة؟

هل الإمارات متورطة في حرائق القاهرة للاستيلاء على عقارات القاهرة القديمة؟

خاص - شؤون إماراتية
غانم حميد

حرائق متتالية في مناطق عدة بالقاهرة، التهمت عقارات ومحال ومباني سكنية أثرية بالقاهرة القديمة (العتبة – الازهر – الغورية)، أسفرت عن ثلاث وفيات وعشرات المصابين، امتدت لغرفة الخرائط التاريخية بمحافظة القاهرة (احترقت وحدها دون باقي المبني)، ما أثار تساؤلات حول المستفيد من هذه الحرائق.

وزاد الحديث عن "نظرية المؤامرة" وراء هذه الحرائق، صدور تصريحات من مسئولي محافظة القاهرة بإخلاء هذه المناطق والبنايات من التجار، وتحميلهم مسئولية الحريق، لعدم اتباعهم إجراءات السلامة والحريق المفترض أن تفتش عنها السلطات الرسمية.

حرائق "الحي التجاري" بالقاهرة القديمة وصفها التجار المنكوبون أنها "بفعل فاعل"، ونفوا أن تكون بفعل "ماس كهربائي"، لأن المحال كانت مغلقة ولا يوجد تحميلات على الكهرباء، كما أن محاولة سابقة لحرق نفس المنطقة جرت قبلها بأسبوع في أجازه يوم شرم النسيم، ولكن الخسائر كانت اقل.

"هناك أصابع تدير الأحداث"، هكذا قال أكثر من بائع في المنطقة جلس تندب خسائره التي ألتهمها الحريق، ويسأل عن المستفيد ومن له صالح في إخلاء المنطقة بدعاوي عدم الامان فيها بعد الحريق؟

رجل عجوز جاء يصرخ عندما رأي صحفي ليقول: "أنا من سنة 1948 وأنا هنا، إزاي ماس كهربائي هيولع في العماير دي، وهي أصلا مش جمب بعض، وكل شوية عمارة تولع من فوق لتحت، الحادثة دي مدبرة، هو ربنا مدينا المخ ده ليه؟".

ويلخص ما شاهده قائلا: "السماء كانت تمطر لهبا .. لم يأتِ الحريق من مس كهربائي"!.

اخلاء وبيع لمستثمر خليجي!

ما زاد الشائعات رسوخا، أن اللواء محمد أيمن عبد التواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الشمالية والغربية، كشف في مداخلة هاتفية على فضائية “صدى البلد”، عن "خطّة مُعدّة قبل اندلاع الحريق لإخلاء منطقة الرويعي بالعتبة".

أيضا قال القائم بأعمال محافظة القاهرة، اللواء أحمد تيمور، في عدة مداخلات هاتفية لبرنامج تلفزيونية إن "معظم العقارات المتضررة بالعتبة، هي في الأصل عقارات سكنية، حوًلها أصحابها وملاكها لنشاط تجاري وشركات ومخازن لمواد قابلة للاشتعال، وهو ما يعد مخالفة جسيمة يعاقب عليها القانون، وأن الأضرار هم من تسببوا فيها لهم وللآخرين والمنطقة ككل".

وقبل الحريق ترددت بعض الشائعات إن القاهرة القديمة "رهنٌ للبيع" ومحطٌّ لأنظار ممولي الانقلاب من بعض مستثمري الخليج، وبالتحديد الإمارات؛ ومحمد بن زايد الذي موّل الانقلاب وأنفق ليحكم ـ على حسب تعبيره ـ  فقد أنفق المليارات على السيسي ورجاله  في مصر، وحان الوقت ليجني الغنائم، بحسب ما يقول نشطاء علي مواقع التواصل.

وقال سكان وشهود عيان بالعتبة، أن "المنتفع الأول من إخلاء السوق التجاري وترحيل الباعة الجائلين في المنطقة وهو مستثمر خليجي امتلك مؤخرا شركة صيدناوي".

ولكن هذه الرواية التي يتداولها شهود عيان وسكان العتبة، عقب عليها نائب محافظ القاهرة، اللواء أيمن عبد التواب، بأن "الحديث عن إخلاء المنطقة للتسهيل على المستثمرين، عاري تماما من الصحة، وليس له أي أساس"، مؤكدا أن طبيعة الملكيات في هذه المناطق، هي ملكيات خاصة ومفتتة، "متر في متر".

ومع ذلك لم ينفِ نائب المحافظة، وجود دراسة لإخلاء هذه المناطق من الأنشطة التجارية الموجودة فيها إلى مكان يتسع لهم، ويحقق سيولة مرورية، ويقي المحافظة تكرار الحرائق في هذا المربع التجاري الكبير، على حد قوله.

وقال عبد التواب لموقع "مصراوي": "المحافظة تمكنت بالفعل وتضافر جهود مؤسسات الدولة من إخلاء منطقة وسط البلد من الباعة الجائلين، وليست في حاجة لافتعال أزمات كما يروج البعض".

واعترف إن المحافظة تٌعِد منذ فترة دراسة تهدف أساسا للارتقاء بمنظومة الأسواق التي تشكل كتلة تجارية كثيفة في قلب القاهرة، وتحويلها لأسواق متخصصة تخدم تفريغ وسط البلد ومن الزحام، والتكدس المروري، بحسب قوله!.

وأشار عبد التواب إلى أن الدراسة التي تعكف عليها لجنة متخصصة منذ حوالي عامين، تعمل على تجميع الرؤى والإجراءات اللازمة، والحصر الدقيق للأماكن الحالية، ووضع تصورات للأماكن البديلة وملاءمتها لتكون سوق تجاري حضاري يحتوي على كافة الجوانب التريفية والتسويقية.

بالرجوع لمشروع المخطط الاستراتيجي للقاهرة الكبرى لعام 2009 في رؤيته المستقبلية لقطاع التجارة، تبين أن خطة تحويل القاهرة الكبرى إلى مركز تجاري على المستوى العالمي، يتم من خلال ثلاث مشاريع، وهي مشروع تطوير نظم التجارة الداخلية والتعامل مع القطاع غير الرسمي، ومشروع تفريغ القاهرة من الوزارات والمؤسسات الحكومية، ومشروع تحسين وسائل النقل الجماعي.

خطة قديمة من عهد مبارك

وقال من روجوا هذه الشائعات أن هذا السيناريو سبق ان طبق في عهد مبارك في مناطق عشوائية، حيث تم اخلاء سكان العديد من المناطق العشوائية وتسليمها لمستثمرين شاركهم جمال وعلاء نجلي مبارك، كما أن هناك مخطط جار حاليا لإخلاء منطقة ماسبيرو خلف مبني التلفزيون ووزارة الخارجية ومباني رجل الاعمال القبطي الملياردير ساويرس لإخلاء المنطقة من سكانها الفقراء وبيعها للمستثمرين المصريين الذين يعمل بعضهم وسطاء للخلجيين.

ويطرح مستثمرون وسماسره منذ فترة مشاريع لترحيل سكان المناطق القيمة العشوائية، وإعادة تقسيمها وبيعها لمستثمرين مصريين وعرب وأجانب، لتحويلها وسط القاهرة، والقاهرة القديمة إلى "داون تاون" جديد يحفل بالمراكز التجارية والشركات الاستثمارية؛ على غرار ما يحدث في دول خليجية.

ويقول نشطاء أن الخطة يجري تنفيذها بالتعاون مع الجيش المصري، الذي يتولي ما يسمي تطوير 32 منطقة عشوائية بالقاهرة القديمة، بعضها يقوم علي اخلاء السكان وأعادتهم بعد تطويرها، أو إخلاؤهم وتعويضهم بمقابل مادي زهيد، وبيعها لمستثمرين.

حرقوا وثائق القاهرة القديمة

الاكثر إثارة للشك في أن الحرائق متعمده، أنه في غمره هوجه الحرائق، شب حريق في محافظة القاهرة نفسها، لم يأت سوي على غرفة علوية علي سيار المبني هي الوحيدة اللي احترقت وكانت للصدفة البحته (!) هي غرفة التخطيط التي تحتوي على مخططات القاهرة التاريخية والخرائط الجغرافية منذ محمد علي.

قد اعترف مصدر مسؤول بمحافظة القاهرة، لصحيفة "الشروق" الخاصة، أن سبب حرق غرفتي التخطيط بمقر المحافظة "مقصود"، وهدفه "إنهاء تاريخ المحافظة"، أو حرق خرائط تاريخية عن مباني المحافظة.

وأكد المصدر أن غرفتي التخطيط تحتوي على كل ما يخص تاريخ مصر منذ نشأتها حتى الآن، مشيرا إلى أن القاهرة تمثل تاريخ مصر بأكملها، خاصة بالمعالم السياحية، وشوارعها الأثرية والتراثية، التي بدأت المحافظة في تجديدها وإبرازها من جديد خلال الفترات السابقة!!.

 

الكاتب