مواطن اشتكى المحسوبية في الإمارات .. فعاد من بعد رحلة تهديد ( كنت مخطئا )

مواطن اشتكى المحسوبية في الإمارات .. فعاد من بعد رحلة تهديد ( كنت مخطئا )

خاص شؤون إماراتية 

عند الحديث عن وزاراتي السعادة والتسامح  نجد أن الكثيرين يتغنون بها دونما أن يسالوا أنفسهم .. أوهل حققت تلك الوزارات الأهداف المنشودة منها للمواطن الإماراتي ؟؟

سؤال يحتاج منا إلى وقفة مطولة وتغليب المصلحة العامة على الخاصة ، أو على الأقل ليكن هناك عقل راجح وفكر ناضج لكي لا يكون مسوقا ومتبعا ولا يملك في نفسه القرار .

السعادة المزعومة في الدولة ، تجد ضالتها في الطبقة المرفهة من المجتمع الإماراتي ، أصحاب الأموال وأصحاب المشاريع وأبناء الأمراء والمسؤولين ويبقى هناك فئة في الشعب تحتاج إلى استنشاقها علها تداوي من الجروح ما تداوي .

الكثير من المواطنين الإماراتيين لم تزرهم سعادة " عيال زايد " ، ولم يستطيعوا إيصال صوتهم لسبب وجيه ، ( الملاحقة الأمنية والتخوين ) ، فاعتمدوا الصمت في حضرة الألم ، فمعلوم أن كل لسان هنا ينطق بالشكوى أو الانتقاد فانه يتعرض إلى السجن ومن ثم " لأحكام جائرة " ، ومن منا ينسى قبيلة " الرحبة " والتي اعتقل ثلاث رجال منها لمجرد أنهم أرادوا إيصال شكواهم لمحمد بن زايد بشأن الكسارات المزعجة القريبة من مناطق سكناهم .

والتسامح كلمة جميلة ومعانيها تشعرك بأن في وطن يخلو من السجون باستثناء " المجرمين " ، ولكن الواقع يقول بأن السجون الإماراتية أصبحت تعج بمنارات الوطن ، رجال إصلاح هم أحرار لأنهم رفضوا أن يكونوا عبيدا ، نشطاء رأي أرادوا في كلمتهم التغيير حبا للوطن ، حقوقيون دافعوا عن انتهاكات الأمن في السجون فسجنوا ، محامون انتصروا لمظلومين فاتهموا بالخيانة .. فأصبحت السجون تخلوا من المجرمين وتفتح للرجال الصالحين ..!

فأين التسامح وأين هي السعادة .. يا دولة الإمارات ؟

ولنا في هذا التقرير مواطن إماراتي أسميته " حرا  "، فلم تدم ساعات حريته ليتحول إلى " عبد " ، لن ألومه كون انه تعرض إلى القمع الأمني ، لا ادري إن كان في حديث أو انه جرى اعتقاله وتعذيبه .. ولكن الواقع يقول بأن بطشا أمنيا قمعيا دفعه لتحويل كلماته من ( ضد إلى مع ) ومن ( ظلم إلى تسامح ) .. لنرى ما الذي حدث ..

في هذا المقطع من الفيديو في الجزء الأول أطلق مواطن إماراتي صرخته ورفع شكواه ضد دائرة الأراضي في الدولة قائلا بأنها تعتمد على الواسطة والمحسوبية في منح الأراضي للمواطنين ومن له في داخل الدائرة واسطة فانه يحصل على ما يريد .

ويستشهد بأحد المواطنين الذي وصل إلى مدير الدائرة فحصل على اكبر ارض مقارنة بالمواطنين الآخرين ، كما أنه يستطيع اختيار الأرض التي تناسبه ، بينما المواطن الذي لا يمتلك الواسطة فانه مجبر على السكن في السيوحة أو في الرحمانية أو في القراير .

ويقول المواطن بأنه لا يخشى التهديدات الأمنية ولن يستمع لنصائح معارفه بالكف عن كشف الحقائق مؤكدا بأنه صادق ومستعد بأن يأخذهم إلى الدائرة ويمر على جميع مكاتبها .

ويضيف بأن المواطن الإماراتي في جميع أنحاء الدولة إذا امتلك واسطة فان حياته تسير على الشكل الذي يريده وان لم يمتلك فحتما هو طي النسيان .

ويستنكر المواطن بأنه إذا أراد إيصال صوته وتحقيق مطالبه فلابد وان يلجا إلى سياسية بث الفيديو ، مطالبا الحكومة بالعمل على تحقيق العدالة المجتمعية من تلقاء نفسها .

كما يضيف المواطن بان معاملة الموظفين داخل الدائرة لا ترتقي للدقة المطلوبة كما أن الموظفين في حالة إهمال تام لقضايا المواطنين المراجعين .

 

ويعود المواطن نفسه لبث فيديو آخر بعد تعرضه للتهديد من قبل امن الدولة الإماراتي ليقدم اعتذاره الكامل ويفند صرخته بأنها كانت في لحظة غضب فقال ..

يقول بأنه كان في لحظة عصبية عند مراجعته لدائرة الأراضي فخرج في بث مباشر ليقول كلمات مغلوطة وان كل الدلائل التي قالها هي خاطئة ، مضيفا بان لم يرى شيئا ، ويقدم اعتذاره الكامل لكل من مسته كلماته السابقة وانه لم يقصد أحدا من موظفي الدائرة أو المسئولين بكلماته .

ويضيف بأنه ردد كلمة واسطة بناء على عدم فهمه للموضوع جيدا ، وانه وصل إلى نتيجة بأن الأراضي الكبيرة والاختيارية تمنح للمواطنين ذوي الاحتياجات الإنسانية ، ويعيد تقديم اعتذاره الكامل والرسمي للجميع .

ويقول بأنه الآن اتضحت له الصورة بان الأراضي تعطى لمستحقيها وانه ضمن المواطنين الذين لا يمتلكون الأولوية للحصول على ارض كونه ( أعزب ..! )  .

اعتقد بأن القارئ هنا سيصل إلى نتيجة حتمية ، بأن حرية الرأي في الدولة معدومة وان كل لسان ينتقد سياسة عيال زايد فانه معرض للتهديد المباشر وعليه أن يقدم اعتذاره على الملا وإلا فان السجون مفتوحة لاستقباله والمحاكم جاهزة للأحكام الجائرة ، ورجال الشيطان جاهزون للتعذيب .

هنا سقطت الحرية 

الكاتب