الإمارات تعاقب جيبوتي من خلال علاقاتها مع أثيوبيا

الإمارات تعاقب جيبوتي من خلال علاقاتها مع أثيوبيا

اعتبرت دورية " أفريكان إنتليجنس" الاستخباراتية الفرنسية أن الإمارات تعاقب جيبوتي عبر تطوير علاقاتها مع إثيوبيا.

وتقول الدورية : "مع محاولة رئيس الوزراء الإثيوبي «آبي أحمد» محاكاة «سياسة اللا مشاكل مع الجيران» لرئيس الوزراء التركي السابق «أحمد داود أوغلو»، فإن تأثير الإمارات العربية المتحدة عليه لا يمكن إنكاره".

وتعمل السياسة الخارجية لإثيوبيا على تخفيف حدة التوترات الداخلية، في وقت تسعى فيه القوى المعادية للحكومة الجديدة داخل جبهة تحرير شعوب التيغري، وهو الحزب المهيمن على الجيش والأجهزة الأمنية إلى افتعال أعمال تخريبية مناهضة للحكومة.

ووفقا لدورية «أفريكا إنتليجنس» فإن هدف «أحمد» هو التغلب على التحديات العرقية من خلال غرس روح قومية في شكل نموذج حكم فيدرالي.

وفي الوقت نفسه، يسعى رئيس الوزراء إلى نزع فتيل المواقف الخارجية المتوترة التي ورثها، بما في ذلك الصراعات مع إريتريا والصومال، التي قد تزعج مسيرة الحكومة في أي لحظة

ويعد هذان البلدان، إريتريا والصومال، هما أيضا طريق إثيوبيا إلى البحر.

ولتحقيق أهدافه، سعى «أبي أحمد»، في ٩ يوليو/تموز، إلى وضع حد لهذه التوترات من خلال صنع السلام مع الرئيس الإريتري «أسياس أفورقي».

ونقلت الدورية الفرنسية عن مصدر دبلوماسي في أديس أبابا قوله: «ناقش الدبلوماسيون الإماراتيون لأكثر من أسبوعين الاستراتيجية الجديدة التي يجب اعتمادها فيما يتعلق بجيبوتي»، وكانت النتيجة هي أن شركة «موانئ دبي العالمية»، ومقرها دبي، قررت زيادة وتيرة مشاريع التوسع في «بربرة» في أرض الصومال، وجلب كل من إريتريا وإثيوبيا إلى الطاولة لضمان قيام موانئ «عصب» و«مصوع» باستئناف دورهما الأساسي في التجارة الإثيوبية، على حساب جيبوتي.

وترى الدورية أن القضية الرئيسية في المفاوضات السرية بين «أسياس أفورقي» و«آبي أحمد» هي اتفاقية تتعلق بإدارة الموانئ والضرائب رفعتها السلطات في «أسمرة»، والتي من المفترض أن تمول برامج التنمية المستدامة في البلاد.

وتأمل أديس أبابا في الحصول على أسطول بحري كبير يعمل انطلاقا من موانئ المنطقة، ويبدو أن «آبي أحمد» يعتمد على المدى القصير على جيبوتي، فيما يهدف على المدى الطويل للاعتماد على «مصوع» و«عصب» و«بربرة»، و«بورتسودان»، لتصدير البضائع الإثيوبية.

وكانت هذه الاستراتيجية الجديدة لبناء الجسور مع جيرانه هي سبب زيارته لمقديشو، حيث ناقش إمكانية الاستثمار في 4 موانئ صومالية.

وقبل أسبوعين تلقت الإمارات ضربة اقتصادية قوية من الدولة الإفريقية السمراء “جيبوتي”؛ حيث افتتحت جيبوتي الأسبوع الماضي منطقة للتجارة الحرة شيَّدتها الصين في مشروع بقيمة 3.5 مليار دولار، قالت: إنها لتعميق الروابط مع العملاق الآسيوي ومساعدة البلد الواقع في القرن الإفريقي على توليد المزيد من الوظائف.

وبدا المشروع بمثابة رد على تحركات الإمارات في البحر الأحمر ومحاولاتها محاصرة موانئ جيبوتي وعزلها، حيث يعتقد خبراء أنه بافتتاح المنطقة الحرة سيتحول ميناء جبل علي في مدينة دبي إلى شبه ميناء داخلي، وهو ما يعني الإضرار بشريان رئيسي لتجارة الإمارات الساعية لمد نفوذها التجاري والسياسي في القرن الأفريقي واليمن من بوابة السيطرة على الموانئ.

الكاتب