استنزاف الجبهة المصرية لأموال الإمارات،، لمصلحة من؟!

استنزاف الجبهة المصرية لأموال الإمارات،، لمصلحة من؟!

تواصل جبهة الانقلاب المصرية برئاسة "عبد الفتاح السيسي"، استنزاف أموال الشعب الإماراتي بقيادة "محمد بن زايد" عراب الثورات المضادة بالشراكة مع "محمد دحلان" القيادي الفلسطيني المنبوذ!.

واستمر الاستنزاف المصري -مالياً- للإمارات بلا رحمة وبلا حساب أو رقابة منذ يوليو 2013م، تحديداً منتصف الشهر حين قام "السيسي" بتوجيه جيشه لانقلاب عسكري ضد الرئيس المنتخب "محمد مرسي"، والإطاحة به وتعطيل العمل بالدستور والاستيلاء على الدولة بكل مرافقها ووزاراتها، تزامناً مع حبس الرئيس المعزول "مرسي" وحواليْ 500 عضو من جماعة الإخوان المسلمين.

وقامت حكومة الانقلاب "السيساوية" بعملية "حَلْبٍ" عشوائي ولا نهائي للمال السائب الإماراتي،  تحت أي شكل وأي بند من البنود والاتفاقيات الاقتصادية والسياسية والعسكرية المعلنة أو الخفية، والأدهى من ذلك أنه وبعد كل المليارات المنفقة على مصر وانقلابها سراً وعلانية، لا يزال الانقلاب يطالب بالمزيد، لمَ لا وقد وجد أمامه بقرةً حلوباً كـ"محمد بن زايد" يتحكم فيها وينفق منها كيف يشاء ولأي غرضٍ شاء!

فقد صرّح مصدر مسئول بوزارة البترول في الحكومة المصرية أنَّ: (مصر تجري مفاوضات حثيثة مع نظيرتها الإمارات لاستمرار المساعدات البترولية بعد انتهاء حزمة المساعدات التي كانت قد أقرتها الإمارات لمصر خلال شهر إبريل الماضي قبل عام).
ناهيك عن ملايين أُنفِقت، ضخّها "محمد بن زايد" للسيسي لمساعدته في إخماد الربيع العربي بشتى الطرق، و"العبث" في مختلف الدول مثل ليبيا وتونس والسودان والصومال وأثيوبيا وجيبوتي إفريقياً، واليمن وقطر والعراق وسوريا آسيوياً.

ورغم التخبط الواضح لسياسة مصر، فإنّ السلطات الإماراتية لا تريد أن تعترف أنَّ جبهة الانقلاب هشة وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، وإن لم يكن بالضربة القاصمة فبالاستنزاف!
أي أن الجبهة المصرية "ساقطة" عسكرياً واقتصادياً وسياسياً ودبلوماسياً، وباتت عبئاً لا يتحمّله إلا جهلاء السياسية الذين يدعون الحنكة والحكمة وفهم المصالح وفهم أساليب الحكم وتعقيدات العلاقات الدولية، بينما هم في حقيقة الأمر مجرد سُذَّج يتم التلاعب بهم.

وبنظرة فاحصة لواقع العلاقة المصرية-الإماراتية، فإنَّ إخفاق تثبيت السلطات الإماراتية البيئة الاستراتيجية في أعقاب الانقلاب هو ما عمَّق ضعفها في محاولة الضغط على واشنطن للاعتراف بالانقلاب العسكري ودعمه بصورة علنية.
ومع ذلك، فإنّ السلطات الإماراتية بهذا التعاون الدفاعي، إنما توجه ضربة –غير مباشرة- لجارتها المملكة السعودية كوْنها تطرح نفسها بديلًا عنها، وتحاول تدارك ما يمكن تداركه لتعويض الإخفاقات المتتالية في الجبهات القريبة والبعيدة المختلفة كما في اليمن.
وإلى جانب هذا التعاون مع واشنطن، الذي قد ترى فيه السعودية سحباً للبساط من تحتها، وتقارب الإمارات مع إيران بعكس ما تُظهر سياسياً وعسكرياً من عداوة مع "بلاد الشاه"، ومع التغيرات الداخلية السعودية السياسية والأمنية والإدارية (إعفاء ثلاثة مسئولين كبار في أيامٍ قليلة)، فإنّ ذلك قد يؤدي إلى زيادة الفجوة بين الرياض وأبو ظبي، ويعيد للأذهان الصراع البارد بينهما كما كان في السنوات القليلة الماضية قبل وصاية محمد بن زايد، وولاية محمد بن سلمان، الشريكيْن في الحرب على الإسلام بحجة الإرهاب!

ورغم كل مظاهر التراجع في أهداف السلطات الإماراتية، فإنها تواصل وحدها معاندة الواقع، وتستمر في القتال في أوقات وتوقيتات في غير صالحها، وفي ساحات ومساحات تضيق عليها، وكأنها تحاول لعب دورٍ أكبر من دورها.

ولا يمكن التغافل عن الساحة الإماراتية الداخلية، الكفيلة بالأخذ على يد هذه السلطات ووقف التدهور الذي أصاب الدولة على مختلف الأصعدة، بما لا يحجبه ارتفاع أسعار العقارات ولا مؤشرات الأسهم الزائفة، بل تدهورٌ حقيقي يؤكده آهات المعتقلين، وأنّات المظلومين، داخل وخارج السجون الإماراتية، وتراجع المؤشرات التجارية، والغلاء الاقتصادي.

وقد تواردت أنباء هنا وهناك، عن محاكاة النظام الإماراتي لنظيره السعودي، وتقليد بن زايد لابن سلمان في ملف رؤوس الأموال، كما حدث بالمملكة قبل أشهر حين سيطر "بن سلمان" على أموال الشعب تحت شعار (الملك يحارب الفساد)، وذلك تعويضاً لما أنفقه الأحمق السعودي على ترامب وإيفانكا وما خسره في حرب اليمن وعاصفة الحزم، إضافة إلى الجبهة الانقلابية المصرية، التي مازالت السعودية متمسكة بها وتنفق فيها الملايين حتى في المجالات الرياضية، تعميقاً لجذورها المغروسة هناك أمام التمدد الإماراتي!.

ويبدو أن التجربة السعودية ناجحة في سرقة المال الخاص لرجال الأعمال بجانب المال العام للدولة، ناجحة جداً لأنها أقنعت بن زايد بمحاكاتها، الذي بدأ يفرض قيوده حول رجال الأعمال ورؤوس الأموال بالدولة، تعويضاً لما يخسره في الجبهات الخارجية تنفيذاً لأطماعه الشخصية!.

واستغل الشامتون هذا الأمر للنيل من حكومة الإمارات الظالمة والفاسدة، ورفعوا شعار (الإمارات تأكل عيالها)، الأمر الذي لم ينفِه أي مسئول في الدولة حتى اللحظة!.

كل هذا يحدث في الإمارات وأكثر، ولسان حال الشعب يقول: (نحن أوْلى بالملايين والمليارات من مصر وليبيا والجبهات الأخرى التي فتحها بن زايد على نفسه وبلادنا، ولم يستطعْ إغلاقها، كما أنّ جُزُرنا المحتلة من إيران أوْلى بتحريرها والاستثمار فيها من محاولة احتلال أراضٍ أخرى عربية لنهب خيراتها!).

إنّ خطر استمرار تغير البيئة الاستراتيجية المحيطة بما قد يعصف بالمشهد برمته، ليس بسيطاً، ولن تمرَّ العاصفة مرور الكرام قبل أن تخلِّف وراءها بصمة كبرى، بصمة ستصنع تاريخاً جديداً على أنقاض الفكر الأمني والإرهابي والاستيطاني لسلطاتٍ تمارس "عربدة" أمنية عسكرية، ولن تتوقف إلا بالإزاحة والإطاحة!.

الكاتب