رئيس مجلس الدولة الليبي يتهم أبوظبي بعرقلة الحل السلمي في بلاده

رئيس مجلس الدولة الليبي يتهم أبوظبي بعرقلة الحل السلمي في بلاده

عبر رئيس مجلس الدولة اللبيبي، عبد الرحمان السويحلي، لدى لقائه رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر، عن مخاوفه من الدور الذي تلعبه الإمارات في عملية التسوية السياسية الليبية، مبيناً أن "فشل الجولة الثالثة من المفاوضات ستكون له عواقب وخيمة على وحدة ليبيا ومستقبلها".

ووصل السويحلي من طرابلس الجمعة إلى تونس، في زيارة غير معلنة، بعد أن التقى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، غسان سلامة، في مقر المجلس الأعلى للدولة بالعاصمة طرابلس، حيث تباحث مع الناصر سبل استئناف الحوار بين المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب، والمقترحات المطروحة لتعديل الاتفاق السياسي، فضلاً عن تطورات الوضع السياسي، ومستجدات خطة عمل الأمم المتحدة حول ليبيا

وتحدث السويحلي عن مخاوفه من "التدخل السافر للإمارات، عبر ضخ السلاح والعتاد إلى الجهات المتنازعة، بشكل علني ومباشر في بنغازي، وعبر تجنيد قنوات وأذرع إعلامية لضرب عملية الحوار والضغط لإفشال التسوية بين القيادات الليبية".

وأشار رئيس مجلس الدولة الليبي، بحسب ما كشفه مصدر لصحيفة  "العربي الجديد" اللندنية، إلى أن "تدخل أبوظبي مكشوف عبر تحول الطائرات العسكرية إلى بنغازي بشكل متواصل، كما أن زيارة نائب رئيس الأركان العامة للجيش الإماراتي، الفريق عيسى المزروعي، ولقاءه بالمشير خليفة حفتر، يحملان أكثر من رسالة لمن يخالفه الرأي والتوجه".

وبين أن "عدم زيارة أي مسؤول إماراتي أو مصري لطرابلس إلى اليوم يعبر عن انحياز إلى طرف على حساب طرف آخر"، ملمحاً إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدوره "لا يتعامل بشكل إيجابي مع المبادرة الثلاثية التي أطلقتها تونس والجزائر ومصر".

وتحدث السويحلي عن أن الأطراف الليبية مقبلة على جولة ثالثة من المفاوضات والحوار في إطار مبادرة الأمم المتحدة التي يقودها المبعوث غسان سلامة، معتبراً أن "هذه الجولة تعد فرصة أخيرة قبل إعلان فشل عملية التسوية السياسية في ليبيا ودخول البلاد في نفق مظلم".

وكان السويحلي قد حذر، في مناسبات عديدة وعبر تصريحات صحفية، من وجود دولة أجنبية ( لم يكشف عن اسمها) تعمل على عرقلة مسار الحوار وتعطيل مبادرة الأمم المتحدة، بهدف تكريس مصالحها، عبر "إطالة أمد الأزمة في ليبيا وترسيخ الانقسام"، محذراً من "جرّ البلاد إلى مربع العنف والتدخل العسكري".

ويرى مراقبون أن الأطراف الليبية الداعمة لحكومة الوفاق، المنبثقة من اتفاق الصخيرات المدعوم أممياً، تبحث عن "حشد مزيد من دعم دول الجوار والدول الغربية للإسراع بفرض خارطة السلام التي أعلنها المبعوث غسان سلامة، إلا أن صعوبات دولية حالت دون ذلك، بتدخل أطراف أجنبية أمالت كفة التوازن في المنطقة نحو مزيد التأزم وعقدت مسار المفاوضات الجارية".

وبعد فشل الجنرال الانقلابي خليفة حفر في حسم الموقف عسكريا في ليبا رغم الدعم المقدم له من أبوظبي والقاهرة يسعةحفتر للوصول إلى السلطة عبر المشاركة في الانتخابات لارئاسية المقررة العام الحالي عبر حشد الدعم الدولي له وتهيئة الظروف له للفوز بدعم من حلفاءه في الإمارات ومصر مع استمرار عرقلة الحل السياسي في ليبيا.

ومؤخراً تحدث التقرير المؤقت لفريق الخبراء المعني بليبيا التابع للأمم المتحدة عن قصف الجيش المصري أهدافا في الهلال النفطي بليبيا، من بينها درنة، مضيفا أن جماعات مسلحة في ليبيا استفادت من الدعم الخارجي -ومنه الإماراتي والمصري- سواء أكان بالتدخل المباشر أم بتزويدها بالسلاح والعتاد.

وكشف التقرير أن فريق الخبراء تحصل على أدلة تفيد بتوجيه مصر ضربات جوية ضد أهداف في الهلال النفطي دعما لسيطرة القوات الموالية للجنرال المتقاعد خليفة حفتر على حقول ومرافئ الهلال النفطي شرق البلاد.

أفاد التقرير بشت السلطات المصرية  غارات جوية قصفت فيها مدينة درنة (شرقي ليبيا) وبعض المناطق المحيطة بها.

وتضمّن التقرير في متنه صورا لأعمال تطوير مستمرة في قاعدة الخادم الجوية (شرقي ليبيا)، تبين توسيع موقف الطائرات التي يستخدمها حفتر في قصف مناوئيه.

الكاتب