الهنود يضخون المليارات من أموالهم في الامارات للاستثمار في بلادهم
بدأ الهنود العائدون من الشرق الأوسط باستثمار الكثير من أموالهم في بلدهم الأم بتشجيع من رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي» بهدف إصلاح الاقتصاد.
ولفت تقرير لـCNN إلى أن العديد من رجال الأعمال البارزين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي موطن لأكبر شتات هندي في العالم، ضخوا المليارات في الهند خلال السنوات الثلاث الماضية، وتحفز سياسات «مودي» الصديقة للأعمال الكثير منهم أيضا.
ونقل التقرير عن «بيناي شيتي»، الرئيس التنفيذي لشركة BRS Ventures قوله «لطالما شعرنا بالتردد للاستثمار في الهند، بسبب شدة البيروقراطية والفساد»، مضيفاً: «لكن عندما جاءت الحكومة الجديدة، بدأت بتغيير الأمر، وأصبح لدينا طموح بالتوسع».
وبحسب التقرير، غادر والد «شيتي» الهند في العام 1973 إلى الإمارات، حيث عمل لأول مرة كمورد للإمدادات الطبية، وبعد ذلك بعامين، أسس عيادة وشركة للتوزيع في أبوظبي، وبنى شبكة من المستشفيات في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، وأُدرجت شركة NMC Health في بورصة لندن في العام 2012، وتقدّر الآن بقيمة 8.5 مليار دولار.
وتسعى شركة BRS Ventures إلى تكرار هذا النجاح في الهند، إذ استحوذت على العديد من المستشفيات على مدى السنوات القليلة الماضية، بمجموع ألف سرير، ويهدف «شيتي» إلى إضافة ما لا يقل عن 4 آلاف سرير على مدى السنوات الخمس المقبلة.
«شيتي» أكد أن «الهدف هو أن نصبح أحد أكبر مجموعات المستشفيات في الهند».
وتتطلع الشركة أيضاً نحو الهند للقطاعات الأخرى التي تعمل فيها، بما في ذلك المستحضرات الصيدلانية، والتعليم، والخدمات المالية، وتخطط لاستثمار 300 مليون دولار على مدى العامين المقبلين.
ويحل رئيس الوزراء الهندي كضيف شرف في القمة العالمية للحكومات، في دورتها الحالية والمنعقدة تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل» في دبي، ومنذ توليه منصبه في العام 2014، تعهد بتعزيز النمو في الهند.
من ناحية أخرى قفزت الهند إلى المركز 100 في تصنيف البنك الدولي للدول من حيث سهولة ممارسة أنشطة الأعمال وذلك للمرة الأولى في تقرير البنك لعام 2018، متقدمة نحو 30 مركزاً، ومدفوعة بإصلاحات في الحصول على الائتمان، وإمدادات الكهرباء، وحماية مستثمري الأقلية.
من جهته، قال «سوديشأغاروال»، وهو رجل أعمال هندي مقره في دبي، وعضو في مجلس إدارة منتدى رجال الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة، إن تصنيف البنك الدولي قد عزز من ثقة المستثمرين، وأشار المنتدى إلى أن 100 مغترب هندي، جمعوا ما قيمته مليار دولار للاستثمار في الهند.
المجموعة لديها انفتاح على الاستثمار في مجموعة متنوعة من القطاعات مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والطاقة الشمسية، والبنية التحتية، بحسب «أغاروال».
وأضاف أن «المجموعة تتطلع إلى التعاون مع حكومات الدول للعمل في مشروعات محددة».
وتوسع العديد من الشركات الأخرى التي بدأها الهنود المقيمون في الإمارات أيضاً بصماتها في الهند.
وتدير مجموعة «لولو»، التي تشتهر بسلسلة محلات السوبر ماركت، مراكز التسوق، ومراكز المؤتمرات، والفنادق في جميع أنحاء جنوب الهند، ولديها العديد من المشاريع الجديدة قيد الإعداد.
واستثمرت شركة KEF Holdings وهي شركة إنشاءات متخصصة في المباني الجاهزة، في أربعة مشاريع هندية، تبلغ قيمتها حوالي 180 مليون دولار منذ العام 2016.
وقال «نافديب سينغ سوري»، سفير الهند لدى دولة الإمارات العربية المتحدة: «ليس هناك شك في أن العديد من الهنود المقيمين في الإمارات العربية المتحدة يقومون الآن باستثمارات كبيرة في الهند».
ونقل التقرير عن «سوري» قوله إن «بيئة الأعمال يدفعها بشكل جزئي الحس الوطني، ولكن تحفزّها أساساً العائدات وسهولة ممارسة الأعمال التجارية»، مضيفاً: «جنباً إلى جنب مع نمو الاقتصاد في الهند، يرى المستثمرون أن الأمر أصبح أسهل».
ويعيش أكثر من 3 ملايين من الهنود في الإمارات العربية المتحدة، وفقا للأمم المتحدة، وتشكل الإمارات النسبة الأكبر من التحويلات المالية المرسلة إلى الهند، والتي تقدر بحوالي 13 مليار دولار في العام 2016.
وقد خصصت حكومة الإمارات العربية المتحدة 75 مليار دولار لتطوير البنية التحتية الهندية، ووقع جهاز أبوظبي للاستثمار وموانئ دبي العالمية اتفاقيات بمليار دولار و3 مليارات دولار على التوالي لتطوير البنية التحتية في الهند خلال الأشهر الماضية.
وكانت شركة طيران الإمارات قد أعلنت عن اتفاق مع مجلس التنمية الاقتصادية في الولاية الهندية «أندرا براديش» يهدف إلى وضع أطر للتعاون في مجال الطيران ودعمه والاستثمار في تطويره.