هادي .. يرفض طلب اماراتي بإقالة وزيري الداخلية والنقل
قال مصادر يمنية إن الرئيس، عبدربه منصور هادي، رفض إقالة وزيرا الداخلية والنقل في حكومته، بناء على طلب تقدمت به الإمارات عبر السعودية التي تقود التحالف العربي، مشيرة إلى الدور البارز الذي قام بهوزير الداخلية أثناء مواجهات عدن أواخر الشهر الماضي والذي تمثل في تحريك القوات الأمنية ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.
وأضافت تلك المصادر بحسب تقارير صحفية أن أبوظبي تمارس ضغطا شديدا على الرياض، لإجبار الرئيس هادي على إقالة وزير الداخلية، أحمد الميسري، والنقل، صالح الجبواني، وقائد اللواء الرابع حماية رئاسية، مهران القباطي، وإخراجهم من مدينة عدن، عاصمة البلاد المؤقتة جنوبي البلاد.
ووفقا للمصدر المسؤول فإن الطلب الإماراتي وجه للرئيس هادي عن طريق الأشقاء في المملكة، لكنه قوبل بالرفض من قبله. معبرا عن أسفه من التراخي السعودي إزاء السياسات العدائية لـ" أبوظبي" وتمريرها كثيرا مما تمارسه.
يأتي ذلك، في ظل مغادرة رئيس الحكومة الشرعية، أحمد عبيد بن دغر، الجمعة، مدينة عدن، باتجاه العاصمة السعودية، في زيارة غامضة، بعد المواجهات الدامية التي شهدتها المدينة، أواخر كانون الثاني/ يناير المنصرم، بين قوات موالية للحكومة وقوات انفصالية تدعمها الإمارات المشاركة ضمن التحالف الذي تقوده المملكة.
وأفاد المصدر المسؤول بأن زيارة رئيس الوزراء إلى الرياض، تحمل أهمية، حيث سيجري التباحث حول عدد من الملفات ومنها الاتفاقية حول المستشفى السعودي في عدن.
وأشار إلى أن مغادرة رئيس الحكومة مقر إقامته في عدن، وسط استمرار رفض الانفصاليين المدعومين من الإمارات تسليم مقر معسكر القوة الرابعة حماية رئاسية، الذي تم السيطرة عليه بإسناد بري وجوي من القوات الإماراتية الموجودة في عدن، بعد اتفاق وقف إطلاق النار رعتها السعودية في 30 من الشهر الفائت.
وقال إن الوفد العسكري السعودي لم يفي بالتزامه الذي قطعه للحكومة بإعادة المعسكر وما تم نهبه من أسلحة من قبل القوات التابعة لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي"، بسبب رفض القوات الإماراتية، التي كان الهدف من خرقها اتفاق وقف إطلاق النار "التدمير والاستيلاء على السلاح التابع للواء الذي يقوده العميد مهران القباطي".
ويعد الميسري والجبواني والقباطي من الشخصيات التي يعاديها الإماراتيون، على خلفية مواقفها الرافضة لسياسات "أبوظبي" والعبث الذي تمارسه قوات ما يسمى "الحزام الأمني"، المدعومة إماراتيا تمويلا وتسليحا، في الجانب الأمني وعرقلة جهود تفعيل النشاط الملاحي لميناء عدن.
وعرف الميسري خلال الفترة الأخيرة بمواجهته للمجلس الانتقالي الجنوبيولسياسات الإمارات في عدن وجنوبي اليمن وقوات الحزام الأمني التي تدعمها أبو ظبي.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الدور البارز الذي قام به الميسري أثناء مواجهات عدن أواخر الشهر الماضي والذي تمثل في تحريك القوات الأمنية ضد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إماراتيا- التي حاصرت قصر معاشيق الذي تقيم بداخله الحكومة اليمنية، هو السبب في الرغبة الإماراتية الشديدة المدعومة سعوديا في إقالة الميسري أو إخراجه من عدن.
ورفض الميسري خلال اليومين الماضيين التعامل مع ضغوط للقوات الإماراتية في عدن بإدخال 66 من قوات الحرس الجمهوري قدموا من صنعاء للالتحاق بمعسكر طارق صالح ابن أخ الرئيس السابق علي عبد الله صالح في عدن، حيث أصر -وفق ذات المصادر- على إصدار توجيهاته لإدارة أمن الضالع بإعادتهم إلى صنعاء ومنعهم من دخول عدن رغم الضغوط والتهديدات الإماراتية.
يذكر أن هادي أطاح في ديسمبر/كانون الثاني الماضي بثلاثة مسؤولين -هم محافظان ووزير- مقربين من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، وهو ما أثار حفيظة أبو ظبي حيث جرى استبدالهم بمناوئين لسياسات الأخيرة، ومن بينهم -بالإضافة إلى الميسري- صالح الجبواني الذي عين وزيرا للنقل.