معتقل بريطاني لدى الامارات .. تجربة اعتقالي " كجهنم "
ترجمة ايماسك ..
جيمي هارون، 27 عاما، من ستيرلنغ البريطانية، هبطت طائرته في بلاده قادماً من دبي حيث التقت به عائلته وأصدقاءه بعد حكم قضائي بسجنه ثلاثة أشهر بتهمه رفع يده على ورك أحدهم لتجنب انسكاب شراب في حانة مزدحمة، حسب ما قالت صحيفة الاندبدنت البريطانية.
وقد شعر السيد هارون بالارتياح لأنه عاد إلى أرضه بعد أن واجه ثلاث سنوات سجن في الإمارات العربية المتحدة، وأفرج عنه بأوامر من نائب رئيس الدولة.
وكتب ديفيد هيغ (معتقل سابق في الإمارات) مقالاً في الصحيفة البريطانية تحت عنوان: "سجنت في دبي مثل جيمي هارون - إنها أسوأ مما يمكن أن تتخيله"، واصفاً تجربة اعتقاله في الإمارات بأنها "جهنم"، وقال: "جرّبت وبشكل حقيقي النظام القضائي الانتقامي والضعيف في دبي، وهو نظام يستشري فيه الفساد والرشوة والمحسوبية، كما أنه نظام يقوم بالتمييز ضد الغربيين، خاصة المسيحيين".
وقال ديفيد هيغ، إنَّ جيمي هارون سيعود إلى مسقط راسه في اسكتلندا يغمره بلا شك الشعور بالبهجة. بعد حصوله على حريته بعد يوم واحد من الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثة أشهر في سجن في دبي، سيتم جمع شمله قريبا مع العائلة والأصدقاء. ولكن في الأيام والأسابيع المقبلة، أتوقع أنه سيحتاج إلى أكبر قدر من التأييد، ليس فقط لإدراك الظلم الذي عاشه، بل للتعامل مع الألم النفسي ومضات من التجربة التي ستأتي حتما.
وأشار إلى أنه وعلى الرغم من أن الرجل الذي ادعى أن جيمي قد لمسه قد سحب شكواه، إلا أنَّ المسؤولين الإماراتيين دفعوا قدما بالقضية إلى النيابة العامة.
وأوضح هيغ أن قضية هارون هي واحدة من آلاف القضايا التي كان شاهداً عليها لأشخاص تعرّضوا للظلم والرعب في نظام السجون في دبي، حيث تعرّض الكثير منهم للانتهاك الجنسي والجسدي من قِبل الأجهزة الأمنية، ومعظمهم لأنهم مارسوا أفعال كانوا يقومون بها في بلدانهم مثل أنهم "وضعوا أيديهم في يد صديقاتهم" وفي حالته لاستخدامه وسائل التواصل الاجتماعي.
ويشير الكاتب إلى أنه كان "مثل جيمي، انجذب للطابع المنفتح لدبي، التي ظلت لسنوات الحلم الذي يعيش فيه الشخص وكأنه بيته، قبل أن يتحول إلى مكان كوابيس بالنسبة له".
وكان مديراً إدارياً لنادي ليدز الرياضي، وكان مسؤولاً عن المفاوضات لشراء النادي من شركة مقرها في الإمارات العربية، لكن المفاوضات فشلت واضطروا لإجراءات قضائية، متهمين الشركة بخرقها لشروط العقد.
في معظم البلدان الأخرى، قد يكون هذا مجرد نزاع قانوني بين شركتين. وقال هيغ" إنه وبناء على ذلك، توجهت إلى دبي على ما اعتقدت أنه كان اجتماعا لحل القضايا العالقة، فتم القبض علي واحتجز على التهم الاحتيال والاختلاس الجنائية.
بعد ذلك، قدمت الشركة نفسها شكوى جنائية ضدي بأنني أساءت إليها على تويتر بينما كنت في السجن. استغرقت القضية ستة أشهر وسبعة جلسات قبل أن يتم تبرأتي في مارس من العام الماضي".
ويضيف الكاتب: "الطريقة الوحيدة لوصف تجربة السجن في دبي هي (جهنم)؛ حيث احتُجزت لـ 22 شهراً، ولن أنسى الرائحة العفنة والقذارة والحرارة وغياب المعلومات".
واتهم هيغ الشرطة بلكمه وضربه وحتى اغتصابه، حسب قوله، مشيراً إلى أنَّ هذا الانتهاك: " مورس من حراس السجن والشرطة".
وأضاف "لقد فقدت الكثير من الوزن من خلال الإجهاد. مرة واحدة، عندما سألت عن بعض المسكنات، ضربني حارس على الرأس بمقبض مكنسة. عندما يضربك شخص ما أو يضر بك بأي شكل من الأشكال، بطريقة غريبة يمكنك التعامل مع ذلك. ما أشاهدته أكثر رعبا هو القيام بنفس الفعل للسجناء الآخرين أمام الجميع".
وفي مرة من المرات -يقول هيغ- مناسبة جلبوا فيها رجلا من الشارع وألقوه على الأرض ووقف على رقبته ثلاثة منهم. لا يمكنك أن تتخيل الشعور حول كيف أن هذا التهديد المستمر للإساءة. لكل من حولك وهم يتعرضون للاغتصاب، وإساءة المعاملة -وهناك أطفال صغار الذي يتم اعتقالهم ويتعرضون الاغتصاب. وكانت الطريقة التي تعامل بها الناس من الهند وباكستان أسوأ بكثير".
وقال"كان خطأي الأول هو أني سأحصل على الحماية من السفارة البريطانية في دبي. كما كنت أتمنى الحصول على الدعم من بعض قضاة اللغة الإنجليزية المتقاعدين الذين يعملون لدى محاكم مركز دبي المالي العالمي. وقد كتبت إليهم في مناسبات عديدة أطلب فيها الاستماع إلى قضيتي، ودعوهم للتدخل للمساعدة في وقف التعذيب وإساءة المعاملة". سقطت شكاوي على آذان صماء وكنت تجاهلها تماما.
وأضاف: "دبي ليست مكانا آمنا، على الرغم من مظهرها الخارجي اللامع. فهي تخضع لنظام وحشي وبارد يتم استغلاله من قبل الشركات الإماراتية منعدمة الضمير". مشيراً إلى أن حالته وجيمي هارون ليستا الوحيدتين، فكل حالة تتبع النسق ذاته: "أثرياء إماراتيون يستفيدون من ضعف القوانين والفساد، ويقومون بابتزاز التسويات المدنية، وقمع أي تهديد قانوني ضدهم، و"دبي هي بشكل فعلي أول سجن تجاري".
وقال هيغ: بطبيعة الحال، من الصواب تماما أن يحترم الزوار قوانين وأعراف البلدان. إلا أن الاتهامات تُطلق بناءً على أبسط الذرائع وبدون دليل، فأثناء سجنه التقى مع مواطنين أجانب سُجنوا بناءً على أمور لم يكونوا يعرفون أنها غير قانونية.
ويشير الكاتب إلى أثر فترة السجن عليه؛ حيث بدأ يشعر بومضات من "صور السجن تأتي إليه"، وقد تركت أثراً عليه، لافتاً إلى أنه كان يتناول في بعض الأحيان 15 حبة دواء لمواجهة الكآبة ومشكلات النوم، بالإضافة إلى المورفين.
ويقول هيغ: "لحسن الحظ فإن إطلاق سراح جيمي هارون جاء بناءً على أمر من حاكم دبي ورئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأنا متأكد من أن القرار جاء بسبب الشجب العالمي لمعاملة جيمي، وبعد هذا كله فإن الإمارات انتقدت بسبب الدور الذي أدته في حصار قطر، ولن تخاطر بتغطية إخبارية سيئة".
ويتساءل الكاتب قائلاً: "ماذا عن آلاف الأشخاص الذين لم يحصلوا على انتباه الإعلام؟ وإذا كان النظام القضائي قاصراً.. فلماذا لا تصححه الإمارات؟ حدسي يشير إلى أنه يوائم التجار المحليين؛ حتى يواصلوا السيطرة على النظام القضائي والشرطة"