الإمارات وحلفائها يخططون للإطاحة بمحمود عباس
تتواصل التدخلات الإماراتية في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية، وتأتي هذه المرة تسريبات من فلسطين تؤكد أن الإمارات وحلفائها قرروا الإطاحة برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ودعم رئيس الوزراء السابق سلام فياض ليحل مكانه.
هذه التسريبات نشرها موقع "أسرار عربية" في تقرير أكد من خلاله حصوله على معلومات خاصة من مصادر في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، أكدت أن قرار التخلي عن عباس قد دخل حيز التنفيذ، وأن التحركات الفعلية قد بدأت على الأرض.
وقال المصدر الذي تحدث للموقع إن الامارات ومصر والأردن أطلعوا الولايات المتحدة على قرار الاطاحة بعباس، ويبدو أنهم تلقوا موافقة أمريكية، حيث تروج هذه الدول الثلاثة الى أن عباس فشل خلال السنوات العشرة الماضية في تحقيق أي تقدم على صعيد محادثات السلام مع الاسرائيليين، بل أدت سياساته الى تفتيت الصف الداخلي في حركة فتح ومنظمة التحرير.
ويؤكد المصدر أن المستشار الأمني لدى أبوظبي والقيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان، والذي يمثل الساعد الإيمن لمحمد بن زايد، قد وافق على تنصيب فياض بدلاً من عباس ودعمه، على اعتبار أن فياض يمثل حلاً وسطاً ويمكن أن يعيد دحلان الى المشهد السياسي الفلسطيني بقوة.
وتشير المعلومات إلى أن زيارة فياض يوم الأربعاء الثاني ديسمبر 2015 إلى قطاع غزة، تأتي في سياق محاولات فياض التقارب مع حركة حماس، حيث أن تقاربه مع الحركة في غزة قد يدعم بشكل كبير توليه السلطة خلفاً لعباس الذي يسود الاعتقاد في الشارع الفلسطيني أنه تسبب بالانقسام بين الضفة وغزة.
ورغم إثارته جدلاً كبيراً في طريقة إدارته للشأن الفلسطيني أثناء رئاسته للوزراء، يعتبر فياض شخصية مستقلة توافقية في الأراضي الفلسطينية، لكن الحقيقة أن عباس أقصاه من المشهد الفلسطيني ودخل في خلافات معه بعد أن اكتشف تلقيه الأموال من دولة الامارات وعمله لحساب دحلان في الأراضي الفلسطينية.
ومن المعروف أن دحلان يعمل منذ مدة طويلة على طرح نفسه كبديل لكل من عباس في الضفة، وحماس في غزة، ويعمل على قدم وساق من أجل ترتيب انقلابين متوازيين في الضفة والقطاع بتمويل من الامارات التي تضخ الملايين يومياً في جيوب بعض الفلسطينيين لشراء ذممهم وولاءاتهم، كما هو الحال بالنسبة لياسر عبد ربه الذي اكتشف عباس بأنه يتقاضى الملايين من دحلان ويودعها في حساباته بالأردن.
ولاحقاً لقرار الدول العربية الثلاثة الاطاحة بعباس فتحت المخابرات الأردنية أبواب البلاد لدحلان ورجاله، حيث يجري العمل في الأردن على شراء ذمم وولاءات بعض الفلسطينيين في المخيمات، كما بدأ دحلان محاولات للسيطرة على وسائل الاعلام المؤثرة في الأردن من أجل التأثير في الراي العام الفلسطيني الذي يتكدس ثقل كبير منه في الأردن.
وتأتي هذه المحاولات المدعومة بالمال السياسي الإماراتي، استمراراً لنهج محمد بن زايد ورجالاته في تمرير أجندتهم الخاصة في عدد من الدول العربية مثل مصر وسوريا وليبيا و اليمن والأردن وفلسطين.