تمرّد إماراتي على السعودية بسبب الصراع في سوريا
نشر موقع التلفزيون الألماني "دويشته فيله DW" الألماني تقريراً أكد من خلاله وجود خلافات كبيرة بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، قد تؤدي لتهاوي العلاقات بين البلدين بسبب الصراع الدائر فى سوريا.
وقال الموقع الألماني فى تقريره إن الإمارات تعتبر القصف الروسي لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا بأنه قصف لعدو مشترك، ما يعني قبولاً ضمنياً من جانب الإمارات بالتدخل الروسي هناك.
وأوضح التقرير أنه على الرغم من أن كل من السعودية وقطر قد عارضوا بكل وضوح التدخل الروسي العسكري في سوريا، فى حين اتسم موقف الإمارات العربية المتحدة بالغموض، إذ لم تكن الإمارات، مثلاً، بين الموقعين على البيان المشترك الذي دعا روسيا إلى وقف استهداف المعارضة السورية والمدنيين، والذي حمل توقيع السعودية وقطر وتركيا، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا.
وأشار التقرير إلى أن ما يزيد الموقف الإماراتي غموضاً تصريح وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، "أنور قرقاش"، حيث اعتبر أن أي تدخل في سوريا، سواءً من روسيا أو من أي طرف آخر، سيعقد المشهد، لكنه أضاف أن أحداً "لن يستاء من القصف الروسي لداعش أو القاعدة، فهو قصف لعدو مشترك"، وهو ما يعني قبولاً ضمنياً بالعمليات الروسية.
وتطرق التقرير إلى ما نُشر مؤخراً في العديد من المواقع الإلكترونية بأن مصر والإمارات والأردن اتفقت بشكل سري مع روسيا على دعم عملياتها في الداخل السوري، ما يعني أن التحالف العربي بقيادة السعودية، الذي توحد في موضوع اليمن، سينقسم في موضوع سوريا بسبب روسيا، وأن الإمارات العربية المتحدة تتجه للخروج من عباءة السعودية وتبني مواقف مخالفة لحلفائها في الخليج، ما يمنحها دوراً أقوى في المنطقة.
ومن جانبه، نفى المحلل السياسي الإماراتي، الدكتور عبد الخالق عبد الله، هذا الطرح ويعتبر أن الموقف الإماراتي بخصوص التدخل الروسي في سوريا منسجم مع الموقف الخليجي، والذي يعتبر أن هذا التدخل سيزيد من تعقيد الأزمة وسيطيل أمد بقاء بشار الأسد على رأس السلطة.
أما المفكر الكويتي "عبد الله النفيسي"، فقد ذكر في تغريدة على موقع "تويتر" أن "مصر والأردن والإمارات يؤيدون التدخل الروسي العسكري في سوريا لحماية نظام الأسد ومحاربة الجماعات الإسلامية".
وعلى نفس السياق، يشير الكاتب والصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، في مقال له بعنوان "هل هناك ما هو أسوأ"؟ إلى وجود مثل هذا التحالف، إذ كتب يقول: "مصر مثلاً متحمسة للعدوان الروسي. إعلامها لا يخفي ذلك، ولكن لا يمكن صدور قرار من الجامعة العربية دون مصر، ولن تقبل السعودية أن تقف حليفتها بدعم غير مسبوق مع الخصم الروسي".
وألمح التقرير إلى وجه آخر من أوجه التقارب الإماراتي الروسي والذى جاء في تصريح وزير الخارجية الإماراتي، الذي وضع حادثة إسقاط الطائرة الروسية المقاتلة من طراز سوخوي 24 في خانة الأعمال الإرهابية، إذ قال إن الإمارات تستنكر "الأعمال الإرهابية التي شهدتها كثير من الدول في الآونة الأخيرة، وخاصة الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء وحادثة إسقاط المقاتلة العسكرية الروسية في سوريا".
وأكد التقرير أنه فيما يتعلق بمصير بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، فإن موقف الإمارات بهذا الخصوص ليس بوضوح جاراتها الخليجية، فبينما أعلنت السعودية صراحة أنه لا دور لـ"لأسد" في مستقبل سوريا السياسي، شدد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية "أنور قرقاش" أن بلاده لا تريد تفكيك المؤسسات الحكومية السورية، مؤكداً على ضرورة وجود مرحلة انتقالية.